کد مطلب:239593 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:155

الموقف 11
و أخیرا .. فقد كان سلوك الامام (ع) العام ، سواء بعد عقد ولایة العهد له ، أو قبلها ، یمثل ضربة لكل خطط المأمون و مؤامراته . ذلك السلوك المثالی ، الذی لم یتأثر بزبارج الحكم و بهارجه ..

و یكفی أن نذكر هنا ما وصفه به ابراهیم بن العباس ، كاتب القوم و عاملهم ، حیث قال :

« ما رأیت أباالحسن جفا أحدا بكلامه قط ، و ما رأیته قطع علی



[ صفحه 358]



أحد كلامه حتی یفرغ منه ، و ما رد أحدا عن حاجة یقدر علیها ، و لا مد رجلیه بین یدی جلیس له قط ، و لا اتكأ بیت یدی جلیس له قط ، و لا شتم أحدا من موالیه و ممالكیه قط ، و لا رأیته تفل قط ، و لا رأیته یقهقه فی ضحكه قط ، بل كان ضحكه التبسم. و كان اذا خلا، و نصبت مائدته أجلس معه علی مائدته ممالیكه ، حتی البواب و السائس . و كان قلیل النوم باللیل ، یحیی اكثر لیالیه من أولها الی الصبح . و كان كثیر الصیام ؛ فلا یفوته صیام ثلاثة أیام فی الشهر ، و یقول : ذلك صوم الدهر . و كان كثیر المعروف و الصدقة فی السر ، و اكثر ذلك منه فی اللیالی المظلمة ؛ فمن زعم أنه رأی مثله فی فضله ؛ فلا تصدقوه .. » [1] .

و هذه الصفات بلا شك قد اسهمت اسهاما كبیرا فی أن یكون الامام (ع) هو الارضی فی الخاصة و العامة ، و أن تنفذ كتبه فی المشرق و المغرب ، الی غیر ذلك مما تقدم ..


[1] كلام ابراهيم بن العباس هذا معروف و مشهور ، تجده في كثير من كتب التاريخ و الرواية ؛ و لذا فلا نري أننا بحاجة الي تعداد مصادره.